لماذا من المهم جدًا أن يحلم الأطفال؟

١٠ أكتوبر ٢٠٢٣
هاجر الجهني
لماذا من المهم جدًا أن يحلم الأطفال؟

وأنت تقرأ هذه الكلمات لا بد أنك تذكّرت شيئًا من أحلامك الجميلة عندما كنت ما تزال طفلًا، ربما بعضها تحقق الآن وربما لا؛ ولكنك بالتأكيد كنت مستمتعًا في طفولتك بأحلامك الكبيرة!


إحدى أحلامي الكبيرة عندما كنت طفلة في التاسعة من عمري هو أن أصبح كاتبة، مثل شارلوت برونتي؛ لأنني أُعجبت كثيرًا برواية جين إير، وظللتُ أحلم بأن أكتب مثلها طوال طفولتي!


تنقلتُ كثيرًا وأنا أحمل بين يدي دفاتري وأقلامي، متشبثة بحلمي بعزمٍ لا يلين.. في كل يومٍ كان حلمي يكبر وينمو ويزداد تركيزي على مادة اللغة العربية، أحاول الإمساك بما قد يفوتني في البناء أو الإعراب أو تصحيح الأخطاء! أحاول الاستمرار في المغامرة، مغامرتي الخاصّة جدًا والتي لم أخبر أحدًا عنها! أحاول وحدي أن أقبض بيدين صغيرتين على الحب الحقيقي، وتأمين كل الدعم العاطفي له؛ حتى ينمو بصحة وعافية!


ثمَّ تحطم حلمي الصغير، وكل المحاولات الجادة لحمايته بسؤالٍ بسيط: "ما هذه الخرابيط المكتوبة؟" ومع ذلك، لقد بقيت بذور هذا الحلم في داخلي! لم أفعل شيئًا لها طوال سنوات، ولكنها حافظت على وجودها.


ما أريد أن أخبر به الأطفال من خلالكم هو أنَّ عليهم الاستمرار في أحلامهم، وعلينا دعمهم بكل الأشكال والطرق والوسائل! علينا جميعًا ليس كآباء وأمهات فقط وإنما أفراد الأسرة والجيران والمعلمين والمعلمات وبائعي الآيسكريم والعاملات في دكاكين الحلويات.. علينا سؤال الأطفال عن أحلامهم، وتشجيعهم على الحلم، وعلى التمسك به.


وما أريد أن أخبركم به كراشدين هو أن تمنحوا أنفسكم فرصة العودة إلى أحلامكم القديمة -مثلما سأفعل أنا- أو محاولة السعي إلى أحلام جديدة برفقة أطفالكم.


أخيرًا؛ أخبروا الأطفال أنهم مهمون جدًا، وأظهروا الحب والقبول لهم ولأحلامهم، اجعلوهم محاطون بالقصص التي تزرع في داخلهم بذور الحلم؛ كالقصص الرائعة والمذهلة في صندوق منجم الأحلام! وتذكَّروا أنَّ الطفل الحالم هو من سيغيّر العالم.